معاول الهدم...باسم الآثار

تاريخ الإضافة الثلاثاء 30 أيار 2017 - 11:19 م    عدد الزيارات 6079    التعليقات 0

        

 

في ليلة باردة من شهر كانون الأول ديسمبر عام 2015 استيقظت عائلة وسام صيام لتجد شقوقاً عرضيةً طويلة قد اخترقت جدران منزلها. كان وسام يدرك أنه يعيش في وادي حلوة فوق مجموعةٍ من الحفريات الإسرائيية المستمرة تحت منزله، وعمل مع جيرانه وأهل الحي على استصدار أمر وقفٍ لهذه الحفريات لكونها تشكل عدواناً مباشراً على منازل الحي وعلى الأملاك الخاصة لأصحابه، ورغم تمكنهم من وقف هذه الحفريات عام 2007، إلا أن المحكمة الإسرائيلية عادت وسمحت باستئناف هذه الحفريات بعد 14 شهراً.

 

رغم التغطية الإعلامية، والتقدم لمختلف المرجعيات القضائية، لم تتوقف الحفريات وتفريغ الأتربة من تحت الحوش الذي يضم إلى جانب عائلة وسام صيام 4 عائلات أخرى تضم مجتمعةً 30 فرداً معظمهم من الأطفال.


في شهر 8 /2016 تحدث انهيارات كبيرة في أرضية الحوش، وتتوسع الشقوق وتتفسخ بعض الجدران، ويضطر وسام إلى النجاة بعائلته نحو منزلٍ مشتأجر، تاركاً وراءه منزل عائلته الذي لم يعد صالحاً للحياة، فيما الحفريات وتفريغ الأتربة تحت حي وادي حلوة ما زال مستمراً دونما توقف.
بالكاد تقف جدران حوش صيام اليوم، وبات المصير المنتظر للبيت هو السقوط في أي لحظة بفعل أي عاصفةٍ أو تراكٍ للثلوج، بينما شرد الثلاثون فرداً الذين يقطنون فيه، وفقدوا البيت والمأوى الذي كان يضمهم.


باسم البحث الآثاري اعتدت سلطات الاحتلال والجمعيات الاستيطانية على الملكية الخاصة لعائلة صيام، ودمرت المنشآت القائمة عليها، ولم تلقِ بالاً لاعتراضات العائلة المتكررة، ولم ينتج عن اللجوء للمحاكم الإسرائيلية سوى وقف مؤقت دام 14 شهراً، واعتدت على حق إنساني أساسي لعائلة صيام هو حقها في المسكن، ورغم ذلك ما تزال الحفريات تحت حي وادي حلوة مستمرة لتهدّد 58 عقاراً فيه بالمصير ذاته الذي لقيه حوش عائلة صيام.